استدامة الأمن الغذائى داخل المجتمع المحلى
كتبها : الأستاذة/ جينيس محمد – قطاع مختبر الأبحاث
مع إستمرار نمو السكان فى مصر، تزداد الحاجة إلى بذل المزيد من الجهد والإبتكار من أجل زيادة الإنتاج الغذائى بشكل مستدام، وتحسين سلسلة التوريد المحلية، وتقليل فقدان الأغذية وهدرها، وضمان حصول جميع من يعاني من الجوع وسوء التغذية على الطعام الصّحى المغذي ، وزيادة الإنتاج المحلى من الغذاء لتقليل الإستيراد لاسيما من الإنتاج الزراعى للمحاصيل الإستراتيجية خاصة فى ظل الظروف الحرجة التى يمر بها العالم بعد جائحة كوفيد 19 والحرب الروسية الأوكرانية حيث أن مصر تعد من أكبر الدول المستوردة للقمح من روسيا وأوكرانيا.
إنّ الحق الأساسي لكل فرد أن يكون في مأمن من الجوع، فلا بد من تضافر جهود كافة أطراف الدولة المصرية سواء الحكومة ، والمجتمع المدني لا سيما الجمعيات الأهلية النشطة ، والمجتمعات الدينية ، والقطاع الخاص، ومؤسسات البحوث للإتحاد من أجل القضاء على الجوع والقضاء على أسوأ أشكال سوء التغذية.
معنى الإستدامة:
هى خطة لتحقيق مستقبل أفضل ، فهى تلبية حاجات الحاضر دون المساس بقدرات الأجيال المستقبلية على تلبية حاجاتها الخاصة مع الأخذ فى الإعتبار أبعاد التنمية الثلاثة وهى البعد الإقتصادى والإجتماعى والبيئى .
مما يتطلب إستخدام الموارد الطبيعية والإنسانية بشكل متوازن يضمن توفير حياة أفضل للجيل الحالى دون الإضرار بالأجيال القادمة للحفاظ على الموارد كونها محدودة ، وقد أصدرت الأمم المتحدة 2015 أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر كأهدافها الرئيسية لتحقيق النجاح في مستقبل أفضل وأكثر إستدامة وذلك للتصدي للتحديات العالمية .
تشمل الأهداف السبعة عشر النمو الإقتصادي المستدام ، والقضاء على الفقر ، والقضاء على الجوع ، والمياه النظيفة والصرف الصحي ، والطاقة النظيفة بأسعار معقولة ، والإستهلاك والإنتاج المسؤولين ، ومن المؤمل أن يتم تحقيقها بحلول عام 2030.
ولتحقيق الهدف الثانى من أهداف التنمية المستدامة وهو القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحّسنة وتعزيز الزراعة المستدامة يستلزم بالضرورة ما يلى:
- ألا يكون هناك أطفال يعانون من توقف النمو تحت سن الثانية
- الوصول إلى نسبة 100 في المائة في الحصول على الغذاء الكافي على مدار السنة
- أن تكون جميع النظم الغذائية مستدامة
- تحقيق زيادة بنسبة 100 في المائة في إنتاجية ودخل صغار الملاك
- القضاء على الهدر من الغذاء
ولا شك أنّ هناك الكثير من الروابط المشتركة بين دعم الزراعة المستدامة وتمكين صغار المزارعين وتعزيز المساواة بين الجنسين وإنهاء الفقر في الريف وضمان أنماط حياة صحية ومعالجة تغير المناخ وغير ذلك من القضايا التي يجري تناولها ضمن مجموعة أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، فجميع الأهداف مترابطة ومتداخلة ويخدم بعضها بعضاً .
وإلى جانب ضرورة الحصول على السعرات الحرارية الكافية، فإن للتغذية السليمة أبعاداً أخرى منها توافر المغذيات الدقيقة والأنظمة الغذائية الصحية، حيث يمكن أن يكون لعدم كفاية المغذيات الدقيقة في الغذاء الذي تتناوله الأمهات والرضع آثار طويلة الأجل ترتبط إرتباطاً وثيقاً بتزايد الإصابة ببعض الأمراض غير المعدية مثل التقزم والهزال والأنيميا والسمنة وأمراض القلب.
لذلك لابد من الإهتمام بالتغذية الكافية خلال الـ 1000 يوم الحرجة من بداية الحمل حتى العام الثاني للطفل لتجنب الإصابة ببعض هذه الأمراض ، ولابد من دمج إستراتيجيات تربط التغذية بالزراعة والمياه النظيفة والصرف الصحي والتعليم والعمالة والحماية الإجتماعية والرعاية الصحية ودعم القدرة على الصمود.
ينتشر الفقر المدقع والجوع في الغالب في المناطق الريفية بين المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة وأسرهم لذلك يرتبط القضاء على الفقر والجوع بتعزيز إنتاج الأغذية والإنتاجية الزراعية والدخل الريفي.
التوصيات:
يمكن التوصية بعدة نقاط للتخفيف من حدة الفقر وإنتشار الجوع وتحقيق الأمن الغذائى بنسبة أكبر لهذه الفئات المستحقة :
- تلبية الإحتياجات الغذائية للفئات الأولى بالرعاية
- تعزيز برامج الحماية الاجتماعية
- إنشاء نظم غذائية مستدامة قادرة على الصمود لتحقيق نظم غذائية صحية
- مكافحة الفساد ودعم المساءلة فى مجال التغذية
- المحافظة على توافر الإحتياجات الضرورية والأساسية من الغذاء بأسعار فى متناول جميع فئات المجتمع .
- المحافظة على سلاسة عمل سلسلة التوريد المحلية
- دعم قدرة صغار المزارعين على زيادة إنتاج الغذاء
- تقليل نسب التضخم الإقتصادى
- الحفاظ على سعر صرف متوازن للعملة المحلية أمام الأجنبية لمنع المبالغة فى إرتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية
- دعم الإنتاج المحلى وتشجيع التجارة الخارجية لزيادة التصدير من المنتجات الغذائية المحلية
- تقليل الإستيراد مع إيجاد البدائل المحلية
- زيادة الإستثمار فى الصناعات الغذائية
المراجع:
https://www.idsc.gov.eg/Article/details/7506