بقلم: هنا عمرو، Public policy officer - EFB LABSبقلم: هنا عمرو، Public policy officer - EFB LABS
توفير مساعدات لدعم الأمن الغذائى لأهالينا فى غزة
مفهوم الأمن الغذائي:
ووفقا لمنظمة الأغذية والزراعة، فإن "الأمن الغذائي هو حالة توجد عندما يكون لدى جميع الناس، في جميع الأوقات، إمكانية الوصول المادي والإجتماعي والإقتصادي إلى أغذية كافية وآمنة ومغذية تلبي إحتياجاتهم الغذائية وتفضيلاتهم الغذائية من أجل حياة نشطة وصحية". ومن هذا التعريف، يمكن تحديد أربعة أبعاد للأمن الغذائي؛ التوافر المادي، والوصول الإقتصادي والمادي إلى الغذاء، وإستخدام الغذاء، وإستقرار الأبعاد الثلاثة الأخرى بمرور الوقت. ركز مفهوم الأمن الغذائي في البداية على ضمان توافر الغذاء وإستقرار أسعار الأغذية الأساسية. يتطلب حدوث الجوع والأزمات تعريفا ل "الأمن الغذائي" يعترف بالإحتياجات والسلوكيات الحرجة للأفراد الضعفاء والمتضررين. ووفقا لمؤتمر الأغذية العالمي لعام 1974، فإن "توافر الإمدادات الغذائية العالمية الكافية من المواد الغذائية الأساسية في جميع الأوقات للحفاظ على التوسع المطرد في إستهلاك الأغذية والتعويض عن التقلبات في الإنتاج والأسعار". من ناحية أخرى، ووفقا لتقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، فإن الدوافع الرئيسية لإنعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية ودوافع الجوع هي الصراعات، والتباطؤ الإقتصادي والتراجع، وتقلب المناخ.
حالة الأمن الغذائي في غزة:
في خضم الأزمة الإنسانية في غزة، كانت البلاد في أزمة جوع كارثية، حيث يتعرض الآلاف من الناس لخطر المجاعة. ووفقا للأمم المتحدة ووكالات الأمن الغذائي، تفيد التقارير بأن أربع من كل خمس أسر في غزة تعيش أياما دون أي طعام. في الواقع، وفقا لرئيس حالات الطوارئ في منظمة العمل ضد الجوع، ذكر أن: "كل ما يفعلونه غير كاف لتلبية إحتياجات 2 مليون شخص. من الصعب العثور على الدقيق والأرز، ويضطر الناس إلى الإنتظار لساعات للوصول إلى المراحيض وغسل أنفسهم". في الواقع، منذ 9 أكتوبر، تم فرض "حصار كامل" على غزة ومنع وصول إمدادات الوقود والغذاء والمياه إليها. أظهرت الأقمار الصناعية أن هناك إنخفاضا هائلا على نطاق واسع في الأراضي الزراعية وتدمير الدفيئات. منذ 7 أكتوبر ، توسعت عملية تدهور الأراضي بشكل كبير حيث أصيبت الأراضي الزراعية بالأسلحة المتفجرة 57 مرة على الأقل. وكان لذلك عواقب وخيمة على إنتاج الأغذية والقطاع الزراعي. كما دمرت إسرائيل سبعة مرافق للمياه، بما في ذلك الخزانات. علاوة على ذلك، أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى تعطيل إنتاج الأغذية وتجهيزها وتوزيعها. بإختصار، أدت كل هذه التحديات إلى أزمة غذائية ومجاعة في غزة.
قصة نجاح: تجربة بنك الطعام المصرى في الإغاثة من الأزمات:
ساهم بنك الطعام المصري بشكل كبير في جهود الإغاثة من الأزمة من خلال توفير المواد الغذائية لقطاع غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي. وإستنادا إلى مقابلة أجريت مع مدير أول العمليات الميدانية ، كان رد فعل بنك الطعام المصرى ثابتا على العدوان على غزة، حيث بدأ البنك عملية التعبئة منذ 9 أكتوبر. وفي 14 أكتوبر، إستجاب المجلس على الفور بإرسال 39 شاحنة تحمل 585 طنا من الإمدادات الغذائية إلى غزة. بالإضافة إلى ذلك، منذ بداية الأزمة، أرسل التحالف الوطنى عن طريق بنك الطعام المصرى 309 شاحنة تحمل 6135 طنا من المواد الغذائية والطبية إلى قطاع غزة. معظم الإمدادات التي تدخل غزة هي أغذية معبأة سهلة الفتح مثل الحليب والتمر والجبن والعسل والفول والمياه المعبأة في زجاجات ومعلبات اللحوم. وتمر هذه الشاحنات عبر منفذ العوجه ليقوم الجيش الإسرائيلي بتفتيشها ثم تدخل الى غزه من معبر رفح، ليتم تسليمها إلى الأونروا والهلال الأحمر الفلسطيني وسيارات الإسعاف الفلسطينية لتوزيعها. وفي هذا السياق، فإن إحدى العقبات الرئيسية التي تقف في طريق جهود الإغاثة من الأزمة وإيصال الإمدادات هي عمليات التفتيش الإسرائيلية التي تستمر لمدة يومين أو أكثر. والواقع أن عمليات التفتيش هذه تهدف إلى تعطيل أي جهود للإغاثة من الأزمات ودخول المساعدات.
علاوة على ذلك ، أنشأ بنك الطعام المصرى أربعة مطابخ مجتمعية لتقديم وجبات جاهزة للمصابين ومرافقيهم في مستشفيات بئر العبد والعريش بالإضافة الى العالقين من الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من العودة الى غزه بسبب بدء العدوان الإسرائيلى ، يخدم هذا المطبخ المجتمعي حوالي 2000 شخص. علاوة على ذلك ، أما عن الطلاب الفلسطينيين المقيمين في مصر ، يوفر بنك الطعام المصرى قسائم كازيون بقيمة 500 جنيه مصري من المواد الغذائية ل 845 طالبا.
مع العدوان الإسرائيلي الحالي على رفح الفلسطينية الذي دار يوم الاثنين الموافق 12 فبراير، نسق بنك الطعام المصرى مع التحالف الوطني للعمل الأهلى التنموى العمل على إرسال 100 شاحنة تحتوي على 1500 طن من المساعدات على شكل مواد غذائية. ومن المتوقع أن تصل هذه الشاحنات إلى معبر رفح يوم الأربعاء الموافق 14 شباط/فبراير.
وختاما، يمكن ملاحظة أن بنك الطعام المصرى قد تبنى موقفا حازما يتماشى مع توجه الدولة المصرية لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثة العاجلة للفلسطينيين في غزة. وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن مساهمات بنك الطعام المصرى في غزة تمثل 40٪ من المساهمات والمساعدات المصرية المرسلة للفلسطينيين.
المراجع:
1 منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، "مقدمة في المفاهيم الأساسية للأمن الغذائي"، 2008. تم الاسترجاع من
2 منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، "تحديات الأمن الغذائي العالمي ودوافعه"، الدورة الرابعة والسبعون بعد المائة، 2023. تم الاسترجاع من
CL 174/4 - Global food security challenges and its drivers (fao.org)
3 الجارديان، جوليان بورغر، "غزة تواجه أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي المسجلة على الإطلاق"، الأمم المتحدة تحذر"، 2023. تم الاسترجاع من
4 موقع الإغاثة، "تقرير تحليل سريع: أكثر من شهرين من الهجمات على الأمن الغذائي في غزة"، 2023. تم الاسترجاع من
مقابلة مع مدير أول العمليات الميدانية، بنك الطعام المصري، 11 فبراير 2024.